ثقافة المهاجر العربي بين الهوية الوطنية والاندماج
الكلمات المفتاحية:
الثقافة العربية المهاجرة، الهوية الوطنية، الإندماجالملخص
شهد العالم الكثير من أنماط الهجرة إلى أوطان مختلفة مما جعل المهاجر أن يحتفظ بهويته الأصلية ويجد صعوبة في التأقلم مع ثقافة البلاد المهَاجَر إليها، فتولد لديه صراع داخلي مما تمظهر على سلوكه اليومي في تعاملاته مع الأخرين من ذوي الثقافة المختلفة. هنا نقصد المهاجِر العربي الذي تشبع بالثقافة العربية وهو بدوره ورَّثها لأولاده. ظهرت بعد التطورات الهائلة في ميادين شتى من المعرفة والعلوم والتقنية والاتصالات الكثير من الصراعات بين الجماعات سواء كانت أغلبية أو أقلية بسبب صعوبة التعايش، والناتج عن الصراع الداخلي الذي يعيشه المهاجِر العربي بين الحفاظ على هويته الوطنية أو الانسلاخ منها والاندماج الكلي في الثقافة الجديدة عن ثقافته العربية. يقف المهاجِر العربي اليوم أمام تحديات صعبة ومعقدة في نفس الوقت، وهذه التحديات تتجلى في المهاجر العربي في حد ذاته (عدم تقبله الأمر الواقع) وفي حساسية الثقافة والقوانين (الالتزام بالإجراءات القانونية السارية على المواطنين) البلد المهَاجَر إليه (على سبيل الذكر أوروبا)، إلا أننا نجد كثير من محاولات في التوفيق بين الاحتفاظ بالهوية الوطنية والاندماج. سنتناول في ورقتنا البحثية الصعوبات التي يواجها المهاجر العربي في الحفاظ على هويته العربية والتأقلم مع ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه والاندماج فيه، بالإضافة إلى التحديات في الاندماج والتأقلم مع ثقافة المجتمع المعاش فيه من التحلي بالصبر والمثابرة في تحصيل المعرفة ولغة ذلك المجتمع وبالتالي يصبح ذلك المواطن الهجين من الثقافتين في الاتجاه السليم (يصبح الفرد الصالح في المجتمع والبعيد عن الصورة الغريبة المأخوذة عن الثقافة العربية). وأخيرا المهاجِر العربي المعاصر الذي يشارك في سن القوانين تحت قبة البرلمانات الأوروبية والخاصة به كعربي