مفهوم الحي على محك الهويات المجالية: نموذج "حي الصباح" بمدينة وهران

الملخص

في حالات إعادة الإسكان في أحياء السكن الجماعي الجديدة، يكمن الإشكال في تشكل علاقات الجوار والاجتماع البشري والرباط الاجتماعي، أو بتعبير أدق "إعادة" تشكلها جراء "القطيعة" الناتجة عن مغادرة مجال مسكون سابق؛ حيث أن الأمر لا يتعلق فقط بـــالانتقال من مجال سكني إلى آخر، بل أكثر من ذلك بـــ "هجرة" من مجتمع أصلي نحو مجتمع استقبال (جديد)، مع كل ما يستبع ذلك من تغيرات في نمط العيش، وفي تجنيد الهوية بأبعادها المختلفة في إثبات الذات والتعايش مع "الآخرين". إعادة التشكل هذه، هي جوهر إشكاليتنا البحثية من حيث أنها تثير مسألة ميلاد أحياء السكن الجماعي الجديدة في تصورات سكانها كهوية مجالية جديدة، أمام هيمنة الهويات المجالية المرتبطة بأحياء السكن السابقة. بينت لنا دراستنا أن مفهوم الجوار يتغير ويختلف على حسب عدة مؤشرات منها : الهوية المجالية السابقة، شكل الاجتماع البشري، الانتماء الثقافي والجغرافي، الاشتراك في التاريخ الاجتماعي السكني