إستراتيجية الدولة الجزائرية في الحفاظ على الهوية الوطنية(اللغة العربية نموذجا)

الملخص

حاولت الدولة الجزائرية الحفاظ على سيادتها من خلال تحصين مسألة الهوية وجعلها أكثر متانة وقوة لمواجهة التحديات الخارجية، لذا سعت جاهدة منذ الإستقلال إلى تحديد معالمها بدقة وحذر شديد، كون أن المساس بها يعد ضربة مباشرة للوحدة الوطنية. لذا ارتأينا من خلال هذه الورقة البحثية أن نتخذ من اللغة نموذجا للتحليل والتمحيص باعتبارها إحدى المقومات البارزة للهوية الوطنية، كما أنها أصبحت اليوم موضوع الساعة ومحطة إصلاحات متوالية في المدرسة الجزائرية حاولنا تتبعها ومعرفة خباياها وكذا ثغراتها المتباينة، إذ أن المسألة اللغوية في الجزائر اليوم تتخبط بين مطرقة المخلفات التاريخية، وسندان العولمة والتحولات الاجتماعية، لتصبح المدرسة بذلك حلبة صراع لحسم ذلك التنافس ووجهات النظر المتناقضة شكلا ومضمونا. انطلاقا من هنا ومن خلال تحليلات سوسيولوجية مبنية على نظريات نقدية ومنهج التحليل الوصفي سعينا إلى فهم تلك الإستراتيجية التي تبنتها الدولة، والتي جعلت من اللغة العربية صامدة ومعبرة بامتياز عن الهوية الوطنية للأمة الجزائرية دون منافس على الأقل على المستوى الظاهري.