الوحدة الوطنية ودور اللغة العربية في المجتمع المتعدد الثقافات: نيجيريا أنموذجا

الملخص

تعد اللغة أهم عامل تشكيل الأمة ومقوماتها، لأنها تختزن خصائص الأمة وعوامل تكوينها، كما كانت وعاء حقيقي لتاريخ الأمة وتجاربها ونجاحاتها وإخفاقاتها ومفاهيمها وقيمها، وآدابها، وبالإجمال هي مخزن ثقافتها، ورابط ثقافي وعقلي ووجداني وروحي بين أبنائها، وعامل فعال في نقل هذا كله من جيل إلى جيل في الأمة الواحدة، وتشكيل الوعي القادر على فهم الأمة وحاضرها وتاريخها وآمالها، وعلى ذلك، تؤدي اللغة دوراً مهما في تجديد ثقافة الأمة وحضارتها، وأساسا ومرتكزا لبناء الوحدة القومية والوطنية، وتحريضه على المساهمة في نهوض الأمة وتطورها، واللغة العربية في ذلك تلعب دورا ملموسا في وحدة الأمة وتثقيفها، باعتبارها شخصية الأمة الناطقة بها من العرب وغير العرب، وكانت تصف حاضرهم ومستقبلهم من تقدم ورقي، ولهذه اللغة إسهاما ودورا رياديا في تحقيق النهوض بالأمة، بل تعد الركيزة الأولى في هذا النهوض؛ ويقال إن مستوى تقدم الأمم في حضارتها يقاس بمستوى تقدم لغتها وإبداعها وعدد المتكلمين بها والنطاق الواسع الذي يشتمل على عدد كبير من مستعمليها. ونظرا لأهمية اللغة العربية ودورها في النهوض بالأمة، تهدف هذه الورقة تسليط الضوء عن دور اللغة العربية في وحدة الوطنية بين شعوب نيجيريا، والوحدة الوطنية هو إدراك الإنسان لمحيطه اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، كما يكون الشعور بضرورة إحياء التراث النيجيري بمهمتها التاريخية ودورها في تطور الوطن، توصلت هذة الورقة بأن اللغة العربية ساهمت بشكل كبير في بناء الوحدة الوطنية بين الشعوب في نيجيريا من خلال الدعوة إلى الأمن القومي، ومشاركة الشباب في الخدمات الوطنية، وإنشاء جمعيات اللغة العربية المختلفة، وتواجد في مختلف المنظمات والاتحادات الدولية وغير ذلك