الإرشاد السياحي بمدينة فاس: بين الإكراهات الهيكلية والآفاق المستقبلية
الكلمات المفتاحية:
الإرشاد السياحي، السائح، المرشد السياحي، الإرشاد غير المرخص، الجولة السياحيةالملخص
تعمل خدمة الإرشاد السياحي على تنظيم وإدارة الجولات السياحية بشكل منظم ومُمنهج، ويتكلف بتوفير هذه الخدمات ثلة من المرشدين السياحيين الذين يقدمون مساعدات شتى للسياح من قبيل مرافقتهم وإرشادهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم للوجهة السياحية، كما أنهم مطالبون بإعطاء مختلف الشروحات والمعلومات للقوافل السياحية، وذلك لتقريب صورة المجال المعاين لمخيلة السائح، ولجل هذه الأسباب وغيرها يمكن أن يتضح للباحث في حقل جغرافية السياحة مدى المكانة البارزة التي تتبوؤها مهنة الإرشاد السياحي ضمن سلسلة الخدمات السياحية. في هذا الصدد، أضحى المرشد السياحي يضطلع بأدوار مهنية حساسة وغاية في الأهمية لا يقوى أحد على تجاهلها، فهي أدوار مكملة لباقي أنشطة البنيات السياحية التي تساهم في تحريك عجلة القطاع السياحي، فيكفي أن نعرف مثلا بأن المرشد هو الذي يقوم بتدبير مختلف الزيارات السياحية، مما يترتب عن ذلك ردود أفعال قد تكون إيجابية أو سلبية، وذلك راجع لأداء المرشد السياحي ومنهجيته الخاصة في التعامل مع الزبناء، الشيء الذي يجعل منه مدخلا للسائح للتعاطي مع شتى مظاهر الحياة الثقافية والاجتماعية الخاصة بالفضاء السياحي. ومن بين الوجهات السياحية التي ساهم مرشدوها السياحيون في إظهار مميزاتها نجد مدينة فاس باعتبارها قطبا ثقافيا بالنسبة للمغرب، والتي استفادت بشكل أو بآخر من مهنة الإرشاد السياحي لتسويق تراثها الثقافي المحلي الذي وصل صداه للعالم عبر عقود من الزمن، وتبعا لذلك فإن الهدف الأساس لهذا المقال هو مقاربة الواقع المهني للمرشدين السياحيين بمدينة فاس من أجل تأهيل هذه المهنة التي تمارس فوق تراب واحدة من أقدم مدن العالم