الأسطول العُماني ودوره في نشر ثقافة السلام في البلدان المطلة على المحيط الهندي في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي
الكلمات المفتاحية:
الأسطول الحربي، السلم البحري، القرصنة، التسامح، التعاونالملخص
يتناول هذا المقال دور الأسطول العُماني في إرساء ثقافة السلام في الفترة التي تلت طرد البرتغاليين من عُمان سنة 1650م وحتى 1700م والتي انتهت بوفاة الإمام سيف بن سلطان (قيد الأرض) والتي كان فيها الأسطول العماني بأوج عطائه ذلك الأسطول الذي تم بنائه وفق الأنظمة الحديثة لذلك العصر حينما أدرك أئمة اليعاربة ضرورة امتلاكهم لأسطول كان الغرض منه تأمين السواحل العمانية وحرية النشاط التجاري مع دول المحيط الهندي، وستعالج هذه الورقة الجوانب الآتية المساعدات التي قدمها الأسطول العماني للمناطق التي استنجدت بأئمة اليعاربة، من خلال معرفة دور الأسطول التجاري العُماني الذي كان ما أن يحل بمكان حتى يعمل على نشر السلام والتسامح وتأمين حرية حركة مرور السفن والبضائع التجارية عبر السواحل، والذي كان يتجنب سياسة الأعداء ضد الإخطار الأوروبية حتى يمخر الجميع بسلام، كما يبحث في الادعاءات التي تقول أن الأسطول العماني كان يمارس القرصنة، والتي كانت بالفعل مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة بدليل تلك الرسائل المتبادلة بين أئمة اليعاربة الأوائل مع القوى الأوربية المتواجدة في المحيط الهندي والتي كان يطغى عليها الرغبة في التعاون وتحقيق المصالح بينهم، وأن الأسطول العماني لم يكن يبادر بشن أي هجمات ضد أي طرف ما لم يشكل الطرف الآخر ضده أي تهديدات فقد كان يسمح بحرية المرور للسفن الأجنبية إذا أحسنت التصرف مع الأسطول العماني، كما يتناول دور أئمة دولة اليعاربة في نشر التسامح والتعاون مع الشعوب الأخرى والتي ساهمت في عدم التعرض للسفن الأجنبية، وما يترتب على ذلك من فرض الأسطول العُماني هيبته لنشر السلم في المنطقة من خلال سياسة الوقوف على الحياد في صراع القوى الأوروبية المتواجدة في المحيط الهندي مع بعضها والرغبة في حفظ السلم والأمن