مجانية التعليم: قراءة نقدية لمحتوى المفهوم.
الكلمات المفتاحية:
مفهوم المجانية، المدرسة العمومية، تكافؤ الفرص، النفقات المدرسية. إعادة الإنتاج، الخوصصة التعليميةالملخص
من ضمن المفارقات في عصر العولمة أو ما بعد الحداثة أو الرأسمالية المتوحشة أن نتحدث عن مجانية في بعض المؤسسات أو القطاعات. فالتعليم التونسي من ضمن شعاراته أو مبادئه المجانية وهو مفهوم فيه لبس على ما نرى. فالنفقات على المدرسة تبدأ منذ دخول التلميذ المدرسة إلى أن يغادرها عند التخرج. وهذه النفقات من أدوات مدرسية باهظة الثمن ومن معاليم الترسيم ومن اشتراكات النقل ومن دروس خصوصية أثقلت كاهل العائلة و مصاريف يومية ولباس العودة المدرسية ومطبوعات... في انتظار نتائج موجبة وحراك اجتماعي وأفاق وأمال تتحقق للرواد خاصة بالنسبة للعائلات الضعيفة أو المتوسطة. فهناك تضحيات وضغوطات تعيشها العائلة التونسية من اجل مستقبل أفضل للأبناء. إلا أن الواقع اثبت أن مفهوم المجانية في التعليم أصبح محّل مراجعة ومساءلة. فالمغالطة المفاهيمية انعكست سلبا على عديد الأسر وتسببت في الهدر المدرسي وتراجع المردود المعرفي والقيمي وارتفاع نسب العنف وتذمر الأولياء من المدرسة وكلفتها ومستقبل مخرجاتها. كما بقي دائما الرأسمال الاقتصادي هو الرأسمال الرمزي الذي خوّل لأصحابه إعادة إنتاج ذواتهم ومكانتهم الاجتماعية، ترتب عنه أيضا إعادة إنتاج التفاوت المدرسي والاجتماعي