الحتميّة الاجتماعيّة والحتميّة التكنولوجيّة
الكلمات المفتاحية:
الحتمية الاجتماعية، الحتمية التكنولوجيّة، البنى الاجتماعية، التغيّر الاجتماعي، التكنولوجيا، وسائل الاعلام والاتصالالملخص
تُشكّل نظريات الحتميات قاعدة علائقية بين التخصصات المختلفة، وتُعد نظرية الحتمية الاجتماعية أساسًا في علم الاجتماع إلّا أنّ تعاظم دور التكنولوجيا أعاد ظهور الحتمية الاجتماعية مقابل الحتمية التكنولوجيّة. ففي حين أنّ الحتمية الاجتماعية جزمت أنّ التفاعلات والبنيات الاجتماعية هي التي تُحدّد سلوك الفرد جاءت الحتمية التكنولوجيّة لتُظهر أثر العوامل الخارجية على سلوك الفرد، ومن هنا ظهرت الإشكالية بين الحتميتين الاجتماعية والتكنولوجية؛ كلّ واحدة تريد أنّ تُلغي الأخرى إلّا أنّ هذا التشابك العلائقي بينهما يُشير إلى العلاقة الحتمية بين مجالي التكنولوجيا والعلوم الاجتماعية التي تظهر بسوسيولوجيا الاتصال عبر علاقة وأثر التكنولوجيا في الفرد والمجتمع. إنّ النّقاش المطروح هو بين الطريقة المُثلى لفهم العلاقات بين الفرد، المؤسسات والتكنولوجيا، فهناك وجهة نظر تناقش فكرة أنّ المؤسسات والمتغيّرات الاجتماعية تؤثّر في اختيار واستخدام التكنولوجيا، وفي المقابل هناك وجهة النّظر الأخرى التي تفترض أنّ التكنولوجيا هي من تبني المؤسسات، وتُحدّد سلوكيّات الأفراد. إنّ التكنولوجيا الحديثة واندماج وسائل الإعلام والاتصال بها أعاد نظريّتا الحتمية الاجتماعية والحتمية التكنولوجيّة إلى الواجهة من جديد لطرح سؤال رئيسي من المتحكّم بحياة الأفراد البنى الاجتماعية وتفاعلاتها أم التكنولوجيا؟