تداعيات إدارة جائحة كورونا في تونس على واقع الفئات الهشّة (منذ بداية الجائحة إلى حدود 25 جويلية 2021)
الكلمات المفتاحية:
جائحة كورونا، الفئات الهشّة وضعيفة الدّخل، الاِقصاء والتّهميشالملخص
يسعى هذا البحثيّ إلى دراسة الواقع المعيشيّ للفئات الهشّة وضعيفة الدّخل في تونس في ظلّ جائحة كورونا الّتي فرضت على الدّولة اِتخاذ مجموعة من الإجراءات والتّدابير للتّخفيف من حدّة تأثيراتها السّلبية في الواقع المعيشيّ لهذه الشرائح، خاصّة وأنّ حجم الضّرر الذي ألحقته هذه الجائحة بالواقع المعيشيّ وبالنّسيج الاِجتماعي لا يقلّ عمقا وتأثيرا عمّا خلّفته من خسائر في الجانب الصحيّ ورأس المال البشريّ. وهنا نتحدّث عن اِتساع رقعة الهشاشة والخصاصة الاِجتماعيتين وعن اِرتفاع نسب البطالة والفقر في صفوف الفئات موضوع هذه الدّراسة. هذا ما جعل من هذه الشّرائح في ظلّ هذا الظرف الصّحيّ الاِستثنائي عاجزة على ضمان مستوى عيش لائق بل إنّ نسبة هامّة من هذه الفئات وجدت نفسها غير قادرة على الدّفاع عن حقّها في الحياة لعجزها عن توفير المال اللاّزم للعلاج عند إصابتها بهذا الفيروس. في هذا الإطار المعرفيّ تتنزّل اِشكاليتنا الرئيسيّة والمتمثلة في الطرح التّالي: إلى أي مدى يعكس واقع الفئات الهشّة في تونس زمن جائحة كورونا عدالة الإجراءات الّتي اِتخذتها الدّولة في إطار مجابهتها لهذا الوباء؟ وتتفرّع عن اِشكاليتنا الرئيسيّة فرضيّتان. فقد اِفترضنا: أوّلا: أنّ جائحة كورونا قد مثّلت مناسبة مهمّة لوضع مقولة الدّولة الرّاعية في تونس وسيّاسة تدبيرها للأزمات على المحك. ثانيا: اِفترضنا أنّ سيّاسة الدّولة في مجابهة جائحة كورونا ساهمت في الحدّ من اِتساع رقعة الهشاشة والاِقصاء صلب المجتمع التّونسيّ