هجرة العاملات الزراعيات: من حقول الطماطم المغربية إلى مزارع الفراولة الاسبانية
الكلمات المفتاحية:
الهجرة النسائية، النافذة الديمغرافية، الشغل الفلاحي، التغيير الاجتماعي، الاستقلالية الذاتيةالملخص
أتاح انفتاح النافذة الديمغرافية بالمغرب فرصا هامة لإسهام المرأة في التنمية الاقتصادية، وتحررها من "قيود" اجتماعية وعادات وتقاليد موروثة، حصرت دورها في الإنجاب والعناية بالأسرة. ومع تبني الدولة خيار الانفتاح على اقتصاد السوق، وتشجيع الاستثمار الأجنبي في قطاع الفلاحة التصديرية، أضحت الحاجة ملحة إلى يد عاملة لا يغطيها العرض المتوفر، فلجأ المستثمرون إلى طلب شغيلة نسائية تتميز بخصوصيات مشجعة، فانطلقت لهذا الغرض تيارات للهجرة نحو الأقطاب الفلاحية الكبرى غلى غرار اشتوكة بسهل سوس جنوب المغرب. كانت الهجرة النسائية إيذانا ببدء تحولات جوهرية مست النظام الهجري الوطني الذي صدر عشرات الآلاف من العاملات نحو مزارع الفراولة تؤطرها اتفاقيات مع الحكومة الاسبانية، وتتجاوب مع أهداف سياسية الهجرة في الاتحاد الأوربي. إن التأنيث الغالب على الهجرة إلى اسبانيا فرضته شروط المشغلين في مزارع الفراولة الذين يصرون، لا على الكفاءة ومستوى التأهيل المهني فحسب، بل على النوع الاجتماعي ومواصفات خاصة في العمر والحالة الزواجية والإنجاب لضمان عودة النساء فور نهاية الموسم الفلاحي، لكن تلك المواصفات أخلت بكثير من القيم وسرعت وتيرة التغيير الاجتماعي بالبلاد، لاسيما بعد تدفق الأرامل والمطلقات والنساء المعيلات لأسر فقيرة ... من مناطق المغرب العميق وهوامش المدن الكبرى والمراكز الحضرية الناشئة، للهجرة نحو الخارج في اتجاه حقول الفراولة الاسبانية