البنية المعرفية للثقافة الكولونيالية: أي حوار للثقافات؟
الكلمات المفتاحية:
التاريخ الكلي، الزمن التطوري، التاريخانية، التمركز العرقي، الاستشراق، الاختلافالملخص
إن الثقافة الغربية التي غزت العالم بالبضاعة والمطبعة والمدفع، أو لنقل الثورة الصناعية وعصر التنوير والاستعمار بأشكاله المتتابعة، تعاملت مع هويتها الخاصة. من هنا تحولت أشكال تفسيرها لعالمها الخاص إلى صيغ قاصرة عند التعامل مع عوالم أخرى، وتحولت أشكال النضال الفكري فيها إلى إيديولوجيات خارجها. وبالمقابل برزت حركة فكرية مناهضة للثقافة الغربية المتمركزة حول ذاتها، تدعو إلى الرجوع لأسس الثقافة العربية الأصيلة، لكنها لم تخلُ هي الأخرى من تمركز يبعد ويقصي الآخر المختلف، الشيء الذي وضع المثقف العربي عموما والمغربي خصوصا بين فكي قوتين ثقافيتين، فما هو متاح له على الساحة العربية الآن، لا يتعدى أحد الخيارين التاليين: إما أن الإنسان المغربي يبدأ بالإنصات للحوار الذي يعتنق مبدأ "الرجوع" لأسس الثقافة العربية "الأصيلة" دون نقد ودون مساءلة، أو أنه يجبر على معانقة "حوار مرحلة ما بعد-الاستعمار" التائه حاليا والذي لا يسمن ولا يغني من جوع. لذلك سنقف على هذا التيار الثاني من أجل استجلاء مفاهيمه وبنيته المعرفية