حركية الدّم بين الطب والفلسفة من خلال اختلاف العروق والسلالات
الكلمات المفتاحية:
الطب، الفلسفة، الدم، العرق، السلالةالملخص
لقد تمّ تصنيف الجماعات البشرية قديما إلى قبائل وعشائر وبطون وأفخاذ انطلاقاً من الرّابطة الدّموية. ولعلّ ما أنتجه الفلاسفة من تصوّرات وتخيّلات حول هذه المسألة تُؤكّد هذا التّصنيف، فقد أكّد أفلاطون في محاورة "المأدبة" في "الأسطورة الأندروجينية" أن الكائن البشري يجمع في أصله الخلوي ّمبدأ الذكورة والأنوثة معاً، وهذا ما أكده علم الأجنة في زماننا باعتبار النشأة الأولى للإنسان بما هو خليّة واحدة تجمع ملامح الأنوثة والذكورة، ثم في انشطارها يتحدد الجنس إمّا ذكراً أو أُنثى نهائيّا. كما أرجع البعض تصنيف هذا التمييز إلى ذاكرة جماعية مجهولة الهوية. لكنّ ما يبعث على القلق ما حدث من محاولات كثيرة لتسخير الدّم لخدمة أغراض وأهداف أداتيّة مصلحيّة وإيديولوجية في العمق. خاصّة وأن امتزاج الدّماء البشرية مع بعضها البعض عبر آلاف السنين أكّد عجز البعض عن إثبات نقاوة دمه وبالتّالي عجزه عن تأكيد تمايزه العرقي السُّلالي بدّقة. مما أثار حول "الدم كطوطم" إشكالية العلاقة بينه وببن الإحالة النسبيّة أو ما يُسَمّى ب"النسابة" فطُرحت قضية ما هي أصول الإنسان الأولى وما هي طبيعة الدّم في هذا التّصوّر المزدوج بين الطبّي والفلسفي؟