مخطوط "إتمام الوطر" مصدر من مصادر التأريخ للحركة العلمية في تلمسان أواخر العهد العثماني

الملخص

عرفت حاضرة تلمسان أواخر العهد العثماني حركة علمية وفكرية لامعةً ومتجذرةً مع الكثير من أعلام الفكر والثقافة، الذين برز منهم علماء وبيوتات علمية بكاملها تنشط في مختلف العلوم العقلية والنقلية، دونت سيرتها العلمية ومسيرتها الثقافية مجموعة من الكتابات المتخصصة، منها ما يُعرف بـ: "مخطوطات التراجم والأعلام". هذا النوع المصدري الهام الذي اندثر منه جزء كبير على ما يبدو، ولم يصلنا منه إلا النزر القليل، لتبقى تلك الفترة الزمنية من تاريخ الجزائر عامة وتلمسان خاصة، مغمورة على مستوى النخبة العلمية الفاعلة بها، بيد لم يكن في أي حال من الأحوال قادرًا على أن يعدم حظ تلمسان من أقلام المؤرخين والعلماء الذين نقلوا لنا أخبارها الثقافية في إطار إسهامات المدرسة الاستعمارية في مرحلتها الأولى وأعلامها، على غرار أنموذج عاش في القرن 13هـ/19م، وأرخ بالمعاشية والمشاهدة، والمشاركة الثقافية المباشرة على ما يظهر لمجريات الأوضاع الثقافية بتلمسان أوائل القرن المذكور، ألا وهو العالم أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن موسى بن محمد فتحا الزجاي التلمساني الحفيد (كان حيا سنة 1284هـ/1867م)، صاحب مخطوط "إتمام الوطر في التعريف بمن اشتهر في أوائل القرن الثالث عشر" الّذي يتناول زمنيًا ومكانيًا، ثلة من رجال العلم وأعيان مدينة تلمسان، بالاضافة لمجموعة هامة من البيوتات العلمية التلمسانية التي أوردها صاحب المخطوط، مشيرًا إلى أصولها التاريخية، ونسبها، وأهم تفاعلاتها العلمية داخل تلمسان وخارجها، كبيت ابن هطال التلمساني، وبيت المجاوي التلمساني، وبيت ابن الفخار التلمساني، وغيرهم