تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكات المنحرفة والجرائم الالكترونية لدى فئة من شباب ومراهقي مدينة مكناس، مقاربة سوسيولوجية
الكلمات المفتاحية:
الجريمة الالكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي، الضبط الاجتماعي، وقت الفراغ، البطالةالملخص
نهدف من خلال هذه الدراسة التعرف على الجريمة الالكترونية ودوافعها، كشكل من أشكال الجرائم الحديثة التي تعرف تزايدا مستمرا في أوساط فئة الشباب، باعتبارها الفئة الأكثر استخداما لشبكات الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، والكشف عما أفرزته هذه الظاهرة من آثار على مستوى قيم المجتمع ومعاييره من جهة، وما خلفته من تبعات؛ نفسية واجتماعية على ضحاياها، خصوصا في ظل نقص الرقابة والضبط الاجتماعيين المصحوبين بضعف التشريعات القانونية أيضا. لتحقيق هذا الهدف، وظفنا المنهج الكيفي عبر إجراء عدد من المقابلات نصف الموجهة، على عينة قصدية من شباب ومراهقي مدينة مكناس. خلصت الدراسة إلى أن ارتفاع نسبة الفقر، البطالة وكثرة حجم وقت الفراغ، تدفع بمجموعة من الشباب المتعلّم منهم على وجه الخصوص إلى استثمار معارفهم في الأنشطة الإجرامية المعلوماتية، بغية الحصول على فوائد مادية (سرقة حسابات إلكترونية و"تهكير" بطائق بنكية، خلق شركات وتجارة إلكترونية وهمية، انتحال شخصيات، إلخ). كما خلصت أيضا إلى أن بعض الشباب يرتكبون هذا النوع من الجرائم كأحد آليات تقدير الذات عن طريق التحدي والظهور والشهرة، بل وهناك من يستغلها أحيانا بهدف الابتزاز وتهديد الضحايا مقابل الحصول على مكاسب مادية وأخرى معنوية (الانتقام مثلا). إلى جانب قيام البعض منهم بسلوكات منحرفة؛ كالتحرش والعمل الجنسي الافتراضيين، التنمر، مشاهدة الأفلام الإباحية، التشبع بأفكار متطرفة وإجرامية وغيرها، إلخ....